تعلم من سبيرو

تعلم من سبيرو ( سبيرو… رجل يعشق لكزس أكثر من نفسه )


شخصية سبيرو العمر: 57 سنة.

  • الجنسية: فلبيني، مقيم في السعودية منذ أكثر من 25 عامًا.
  • المهنة : ميكانيكي سيارات متخصص في لكزس وتويوتا، وصاحب ورشة صغيرة جنوب الرياض.
  • الخبرة: أكثر من 30 سنة في صيانة السيارات، بدأ كعامل بسيط ثم أصبح "خبير" معروف بين أصحاب لكزس.
  • المظهر: قصير القامة قليلًا، نحيف، بشرته سمراء تميل للاصفرار بفعل الشمس والزيت. شعره بدأ يشيب لكنه ما زال يسرّحه بزيت جوز الهند. يرتدي دومًا تيشيرت قديم وبنطال جينز ملطخ بالزيوت.

سبيرو

  • صبور جدًا، دقيق في التفاصيل، لا يرضى بأي شغل "نص كم".
  • يتعامل مع سيارته (اللكزس الكلاسيكية) كما يتعامل الأب مع ابنه.
  • هادئ المزاج لكن حين يتعلق الأمر بالسيارة يتحول لشخص صارم.
  • عنده حس "أبوي" مع عملائه، ينصحهم دائمًا وكأنه يحميهم.
  • العلاقات:
  • له عملاء سعوديون قدامى يثقون فيه ثقة عمياء.
  • الشباب في الحي يسمونه "الماستر" أو "الخبير".
  • يذهب كل صباح لشرب شاي عدني في الملز قبل فتح ورشته.
  • الهواية: جمع صور سيارات لكزس القديمة، ومتابعة أخبارها على يوتيوب.
  • الجانب الإنساني: فقد ابنه في حادث سير في الفلبين، ومنذ ذلك اليوم يرى في كل سيارة لكزس مسؤولية يحمي بها الآخرين من نفس المصير.




سبيرو… رجل يعشق لكزس أكثر من نفسه

قبل أن يشرق نور الفجر، كان سبيرو يستيقظ كمن ينتظر موعدًا مع صديق قديم. لا يبدأ يومه بالشاي العدني الذي اعتاد عليه من كافتيريا صغيرة في أحد حواري الملز، بل يبدأ بطقسٍ لا يعرفه غيره: لقاءه مع لكزس الكلاسيكية المركونة في فناء منزله.

يمسك قطعة قماش ناعمة، ويمررها على جسد السيارة وكأنه يلامس تحفة فنية. يبدأ بالرفرف، ثم يتفقد الشمعات الأمامية يمينًا ويسارًا ليتأكد أن بريقها يسبق شروق الشمس. ينحني قليلًا، يطمئن على الـ هوبات ويبحث بعينيه عن أي أثر صدأ، ثم يلمس المساعدات التي طالما أعطت سيارته ثباتًا يجعلها تنساب فوق الطريق كما لو كانت قطعة حرير.

عشقه لم يتوقف عند المظهر؛ كان يدقق في التفاصيل الصغيرة:

  • فحمات الفرامل يبدلها قبل موعدها حتى لا يزعجه صريرٌ خافت.
  • مسامير التوازن يشدها بنفسه، لأنه لا يرضى بسيارة لا تقاوم المطبات بثبات.
  • يرفع غطاء المحرك ليتفقد كراسي المكينة واحدة تلو الأخرى، ويتأكد أن القير يعمل بانسيابية لا تشوبها نتوءات.

يدخل المقصورة، يلمس علبة الدركسون و الأذرعة وكأنها أوتار آلة موسيقية يعزف عليها. يمرر يده على المقاعد، يبتسم وكأنه يطمئن على روحها. كل ذلك قبل أن يرتدي ثوبه، وقبل أن يتوجه سيرًا إلى الكافتيريا لاحتساء شاي عدني الذي صار طعمه لا يكتمل إلا بعد أن ينهي طقوسه مع "السيدة البيضاء".


ورشة سبيرو… يوم جديد وعشق لا يموت

خرج من الكافتيريا بخطوات ثابتة، وقلبه لا يزال عند "السيدة البيضاء" – لكزس LS400 موديل 1998. لكنه ما إن وصل ورشته في جنوب الرياض حتى استقبلته الضوضاء المألوفة: صفير الأدوات، رائحة الزيت، وأصوات الزبائن.

أول من قابله كان صاحب لكزس LX570 بوجه قلق:

– "سبيرو، القير عندي يعلق بين الغيارات!"

ابتسم بثقة:

– "واضح تحتاج قير لكزس أصلي … إذا غيرته، بترجع السيارة مثل أول يوم طلعت فيه من الوكالة."

لم يتوقف الأمر عند هذا؛ سيارة أخرى تنتظر تغيير الشمعات الأمامية، وأخرى جاء صاحبها يريد استبدال الهوبات و فحمات الفرامل معًا. في الزاوية، كان هيكل قديم بحاجة إلى إعادة ترتيب الأذرعة و علبة الدركسون. أما عميل آخر فقد اشتكى من اهتزاز في المحرك، ليجيبه سبيرو بابتسامة:

– "واضح المشكلة في كراسي المكينة … إذا غيرناها كل شيء بيرجع مضبوط."

كان يعرف أن كل قطعة لها دورها: من مضخة الـABS التي تنقذ الأرواح في لحظة، إلى أكياس الهواء التي تحمي الركاب عند الخطر. بالنسبة له، الإصلاح لم يكن مجرد مهنة؛ كان فنًا وحبًا لا ينتهي.


ورشة سبيرو… العشق الذي لا ينطفئ

في زاوية ورشته القديمة، جلس سبيرو على مقعد خشبي يراقب الجدران التي غطتها صور سيارات لكزس بموديلاتها المختلفة. كل صورة تروي حكاية، وكل قطعة غيار على الرف تحمل ذكرى.

في ذلك اليوم، أوقف عميل قديم سيارته لكزس LX570 موديل 2016 أمام الورشة وقال:

– "سبيرو، السيارة ما تمشي طبيعي… الدفع الرباعي فيه مشكلة."

تفحصها سبيرو بلمسة خبيرة:

– "واضح الخلل في صندوق نقل الحركة الرباعي … هذا لو تعطل، السيارة ما تتحرك حتى لو كانت أقوى لكزس."

لكن لم يقف الأمر هنا، فقد لاحظ أيضًا أن مضخة الـABS على وشك الانهيار. التفت إلى العميل قائلاً:

– "لازم نغيرها بسرعة… سلامتك أهم من أي شيء."

اقترب من رفوف الورشة الممتلئة بـ إكسسوارات لكزس وقطع أصلية: من مولدات الكهرباء إلى محاور العجلات و أغطية صندوق السيارة. ابتسم وقال:

– "صدقني، لكزسك ممكن تكون أجمل وأقوى من أول يوم شريتها فيه."

رفع رأسه مبتسمًا، يتمتم لنفسه:

– "هذه مجرد بداية… فالعشق مع لكزس لا ينتهي، وكل يوم في الورشة قصة جديدة."